خرج ملك طاغيه الي الصيد وبينما هو سائر بموكبه الفخم الضخم لقيه رجل زري الهيئه لم يعجب الملك شكله فتشاءم من منظره ونادي حراسه وأمرهم أن يضربوه ويعذبوه ويلقوا به في السجن حتي يعود من رحلته ويري فيه رأيه ..
تم ما أمر الملك به وأستانف رحلة صيده وشاء الله أن يكون صيد الملك وفيراً مما ملأ نفسه سعاده وبشراً وهناء وهكذا قضي الملك يوما من أسعد الايام التي عرفها.. وحين عاد الي قصره تذكر الرجل الحبيس فأستدعاه من سجنه وقال له
الواقع أنني بعد أن تشاءمت من منظرك وضربتك قضيت يوما من أسعد أيام حياتي فخذ من المال لأعوضك عما لحقته بك ..
و إذا بالرجل الذري الهيئه المدقع الفقر الشديد الحاجه الي المال يقول للملك الطاغيه في جرأأه وتعفف ..أما المال فأنا لن أأخذه ولكن لي كلمه أريد أن أوجهها إليك ..
فقال الطاغيه قل كلمتك :
قال الرجل :لقد لقيتك فضُربت وعُذبت وأُلقي بي الي السجن ولقيتني فكان يوما من أسعد أيام حياتك فأيُن منا كان شؤما علي صاحبه !!
وخُزي الملك وصمت وخرج الرجل المسكين من القصر وقامته تطاول السماء لقد قال كلمته ورفض من أجل أن يقولها مالاً هو في أشد الحاجه اليه
قصه اخرى للحجاج بن يوسف الثقفي
فقد حدث أنه كان يقمع فتنه أثارتها جماعه ترفض ظلمه وجبروته وأستطاع الحجاج أن يقبض علي مثيري الفتنه وأعلنها أنه من يعترف أنه ليس علي دين محمد(ص) يعفو عنه ومن يصر أنه فعل ما فعل من محاربته وهو مسلم سيقتله..
وبدأ الحجاج محاكمته العجيبه يأمر بقتل من يقول إنه فعل ما فعل وهو مؤمن بالله ورسوله ويعفو عمن يعترف أنه كان في محاربته للحجاج كافراً ..
وتتابع الثوار علي المحاكمه التي كان يجريها بنفسه .وأصر من أصر أنه مؤمن وخاف من خاف وأعترف أنه كان كافرا في جهاده
وتقدم الي الحجاج شاب فتي يليه شيخ عجوز ..
فبدأ الحجاج بالفتي فسأله :علي أي دين أنت ..
فقال الفتي في شجاعه وثبات علي دين محمد(ص)فأمر بقتله ..
وتقدم بعده الشيخ العجوز المسن فسأله الحجاج:علي أي دينٍ أنت ..
وكان الشيخ ذكياً لبقاًفقال له ..علي دين أبيك الشيخ يوسف..
فأنبسطت أسارير الحجاج وقال وهو منشرح الملامح لقد كان صواماً قواماً أطلقوا الرجل.
وكان حريا بالشيخ أن يفرح بنجاته وينصرف ولكنه كان رجلاً الكلمه عنده أعز من حياته فإذا به يقول للحجاج ..
ياكافر أيقول لك الفتي أنه علي دين محمد (ص)فتقتله وأقول أني علي دين أبيك فتطلقني والله لو لم يكن لأبيك مساءه سوي أنه أبوك لكفاه خزيا.
ويثور الحجاج أقتلوا الرجل ..فيُقتل
*أروي هاتين الواقعتين من التاريخ لأعجب معك كيف أن الكلمه عند الرجل أهم من المال مع حاجته الشديده إليه ..
أما عن العجوز فكانت حياته عنده رخيصه هينه في سبيل أن يقول كلمته وإن فقدَ حياته أجلها ..
من فما بال اقوام لا يدركون كم هي غاليه رفيعه الشأن هذه الكلمه وما بال اقوام يحبسون كلمه الحق أن تقال خوفاً علي نفع مادي مهما يكن هزيلاً تافهاً أو هم يرخصون كلمتهم نفاقاً وتقرباً لكل من يملك لهم أمراًمهما كان حقيراً هيناً..
إن من يرخص كلمته يرخص قيمته وينحط بقدر إنسانيته ويتدني بقدر أدميته
فالكلمه حياه بل هي أعز من الحياه وإن كان سائر الناس لا يقدرون الكلمه وعزتها وشرفها وجلالها..والله سبحانه وتعالي فضل البشر بأنهم المخلوقات الوحيده الناطقه بين ائر المخلوقات
وبدأ سبحانه وتعالي وحيه الي نبيه (ص)
{اقرا باسم ربك الذي خلق~خلق الانسان من علق ~اقرا وربك الاكرم~الذي علم بالقلم~علم الانسان مالم يعلم}
فكانت أول نعمه من الله أفاضها علي البشر بعد خلقه هي نعمه الكلمه وهل يخط القلم إلا كلمه؟ وكرم سبحانه القلم الذي يكتب الكلام فأقسم به
{ن~والقلم وما يسطرون}
فويل كل الويل لأقوام جعلوا كلمتهم قطعاًعلي سائر عباد الله أو جعلوها فحشاً وإهدار لكرامات الناس وأقدارهم وقيمهم وشرفهم إن هذه الكلمات والاقدار والقيم هذا الشرف للناس أمانه كبري حُتم علي الاقلام أن تكون صوتاًلها وحفاظاً عليها
وإن امتهان القلم لهذه المعاني الشاهقه الباذخه حقاره لا مثيل لها وإذا كان الله سبحانه وتعالي ينهي عن الغيبه حيث يقول سبحانه وتعالي
{ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتاً فكرهتموه}
فإذا كان هذا شأن الغيبه وهي أمر مستور فماذا يكون عقابه سبحانه تعالي لمن يشهر بالناس بغير حق ويمزق أعراضهم وقيمهم زورا وبهتانا وأختلافاً اللهم يامن لا اله سواك أوزعنا أن نكون من أهل الحق والصدق وأحمنا يا الله ان نكون من أهل المنن والشين والتشهير فأنك من تقي السيئات فقد رحمته
[center]