قديما قال أحد الشعراء :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ........ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الحي يألفه الفتى ........... وحنينه أبدا لأول منزل
وهذا الشاعر لم يدرك كم كان دقيقا في تصوير مشاعر الانسان الاعتيادية والتي تجعله يرتبط دائما من الناحية الشعورية بأشياء كان لها الوقع الأول في نفسه , أو بمعنى اخر الاشتياق والحنين لأول حالة مفاجئة من المشاعر أو العواطف التي حدثت له تجاه شيء ما .
ولكن هل تتساوى هذه المسألة عند كلا من الرجل والمرأة ؟
فالمرأة في هذه الناحية أكثر تأثرا وتعلقا من الرجل وحين نطلق أمرا كهذا على إجماله فنحن نعني طبعا الاغلبية , إذ لا بد ان هناك أعداد من الرجال يكون هذا الامر مؤثرا لديهم لكنهم عادة نسبة قليلة ولذلك في كل الكلام عادة يؤخذ القياس على الأغلبية ونفس الشيء مع النساء ...
المرأة بطبيعتها كائن عاطفي جدا لا ينسى بسهولة ما يتعرض له من تأثيرات وتيارات عاطفية خصوصا حين تكون للمرة الأولى ... فمثلا المرأة لا يمكن أن تنسى أبدا الرجل الذي يوقظ في أعماقها مشاعر الأنوثة ويشعرها بكونها إمرأة مرغوبة يمكن ان تحب وتحب ( بضم التاء ) , حتى لو لم يشعر ذلك الرجل نفسه بهذا الأمر , المسألة مختلفة بالنسبة للرجل إذ أنه يعتبر تجاربه الأولى بمثابة نزوات وحتى ان كان لها حجمها وتأثيرها النفسي عليه فهو لا يتأثر بها كما تتأثر المرأة , الرجل لا يقدس الحب ويعظمه كما تفعل المراة , نعم هو يجل هذه المشاعر لكن ليس بذات القوة والكيفية الموجودة عند المرأة , أو كما يقال في الأمثال الغربية " الحب هو تاريخ المرأة . . وليس إلا حادثاً عابراً في حياة الرجل ....
ومن هنا يمكن ان نقول ان كثيرا من الرجال يتجاوزون مسألة " الحب الأول " هذه ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي مع شريك الحياة بينما قليل من النساء التي تنجح في فعل هذا خصوصا حين ترزق بزوج يطغى جانبه السلبي على الايجابي فهنا تعود لها كل ذكريات الحب الاول بقوة وتبدأ في عملية المقارنة والتحسر أحيانا وربما الندم